| -->
تقوع الحدث تقوع الحدث
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
recent
جاري التحميل ...
recent

مقالة : لحظة اكتشاف الأسرى لشيكل تسلل بين الخضار


بينما ينشغل الأسرى في تفريغ الخضار التي تدخل لهم إلى السجن، وجدوا بين حبات الخضار "شيكلاً" يبدو أنه سقط سهوا!

مسكين هذا الشيكل لقد سجن مؤبدا كباقي أولئك الأسرى، أي رحلة قاسية قد بدأها للتو، والأهم من هذا كله أنه أصبح بلا قيمة نقدية أصلاً، فلن يجد من يستعمله أو يدخره أو يستثمر فيه، لن يتصارع عليه أحد، أي حظ عاثرٍ قاده إلى هنا، أم أنه كالفلسطينيين رفض أن يُهَوَد فقاوم فحكم عليه بالسجن.

لقد أمسكوه بفرحة المشتاق الحنون، تحسسه الأسرى واحداً واحداً، تأملوه وتأملوا معه حياتهم في الخارج كيف كانت، لم يدر أحدهم أن العملة كلها قد تغير شكلها، والكثير الكثير خارج أسوارهم قد تجدد بما لا يخطر لهم على بال.

إنه أشبه بعالم الغيب الذي مهما حاولنا تخيله، فلن نستطيع!

وهم كأصحاب الكهف لو بعثوا من جديد لأرسلوا أحدهم بورِقهم إلى المدينة، ليكتشفوا أنهم قد لبثوا هناك كثيراً!

قال أحد الأسرى مازحاً: سآتي بحصالة مال وأدخر هذا الشيكل، علت ضحكاتهم وتناسوا همهم، ضحكوا على الأسى حوَّروه وحولوه إلى نكات، كما يفعلون دائماً.

ربما سماح الاحتلال بدخول صنف هو بالنسبة لنا من الأمور التي مللناها، ولكن الأسرى قد يقيمون عليه حفلاً لم يحلم به ملوك هذا الكوكب، سيُقدَسُ أبسط أنواع الطعام لديهم.

إنهم بشر عاديون يحنّون للكثير من الأطعمة رغم أنهم لا يملكون أياً من مكوناتها؛ فيبدأ الاختراع العبقري الذي لا يملك أمهر طباخي العالم مجاراته.

الكنافة تستبدل عجينتها بالخبز الجاف الذي يوضع في مصفاةٍ ويطحن ليصبح بديلا لعجينة الكنافة، وتستبدل الجبنة البيضاء بالصفراء، أما في قالب الحلوى فيستبدل الطحين بالسميد. ولك أن تتخيل أن قطعتان من اللحم تكفي ثمانية شباب؛ تقطع صغيرة جدا فيتشاركونها. كما أن لبن الجميد يستبدل بألبان أخرى متوفرة، وكثيراً ما تستبدل اللحوم في معظم الأكلات بالتونا.

في الأسر، يخيط الأسرى أسرتهم، أحذيتهم، وملابسهم ويخترعون لساعاتهم رباطاً جديداً من أحزمتهم، والذي يريد أن يحافظ على رشاقته من خلال ممارسة الرياضة يصنع معدات لتقوية عضلاته من صناديق الزيت، يملؤها ليجعلها ثقيلة ويبدأ برفع الأثقال.

ستجدهم يضحكون على أبسط التفاصيل، ويفرحون لأقلها، وكأنهم من عالم بريء وجميل كل تفصيل بسيطٍ فيه يعني لهم الكثير.

لو طلبوا منك أن تصور لهم العالم في الخارج، ستدهش من التفاصيل التي يسألون عنها: الشارع، الإشارات الضوئية، بعض الأراضي القريبة من منطقة سكنهم، الشمس والغيوم والقمر، تراب الأرض وشجرة الزيتون، بدلاتهم الرسمية التي تركوها خلفهم، أثاث منازلهم التي بناها أهلهم بعد أسرهم، سريرهم الذي طالما كان لهم سكناً، ربما رغبوا في رؤية سيارة أو قطة!

ومهما تخيلت لن تتخيل فرحتهم عندما يسمح الاحتلال، بدخول صنف جديد من الطعام، لن تتخيل مقدار التغيير الذي يشعرون به، إنهم يلتمسون ويتلمسون طعم الحرية في كل شيء!
عزيزي الزائر لا يمكنك نسخ هذا - النص محمي بحقوق الملكية
تقوع الحدث

تقوع الحدث

تقوع الحدث - منظومة الأخبار العاجلة ... من تقوع إلى كل العالم .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

جميع الحقوق محفوظة

تقوع الحدث

2016-2019