بقلم رنا المشني : بداية لا بد من الثناء على جهود الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والاتحاد الفرعي في الجنوب لنجاح إحدى أكثر البطولات إثارة. أما عن ذلك وقبل الحديث عن ما أنجزه بكل فخر شباب بلدتي، فلا بد من الإشارة إلى أننا وأنا شخصياً عشنا لحظات عصيبة امتزجت فيها مشاعر الحزن بمشاعر الفرح والانجاز ففي الوقت الذي كانت فيه بلدة بيت فجار تستعد لمباراة مصيرية، فقدنا أحد خيرة شبابنا الأمر الذي خلق حالة من الارتباك وعدم الاستقرار لكن ورغم ذلك لا بد للمسيرة أن تتواصل. جاء ذلك اليوم ورغم الظروف الصعبة إلا أن أبناء بلدتي كانوا في الموعد واستطاعوا بإنجازهم أن يرسموا البسمة على شفاه من كان يحتاجها إلا أنا لهول المصيبة لأن الفقيد ابن عمي وهو عزيز وغالٍ فكلماتي تقف عاجزة عن وصف الموقف وأكتفي بالقول بأني عشت لحظة كانت فيها آهات هنا وصيحات فرح هناك مع تسجيل هدف التقدم وأصعبها كان مع صافرة النهاية ووصول خبر التأهل.
أما أنتم يا من سطرتم أسمائكم بحروف من ذهب وأعدتم رسم خارطة البداية من جديد بعد تراجعٍ آلم عشاقكم، فأقول لكم ليس عيباً أن تسقط مرة ولكن بما أنك استطعت النهوض مجدداً فعليك أن تعلم بأن التراجع والإخفاق أصبح محرماً. من هنا ستكون البداية وهذا يحتاج لتضافر الجهود من الجميع مؤسسات وأفراد ورجال أعمال وأنتم لها للمضي قُدماً للصعود لدرجة أخرى لما تمتلكوه من قاعدة جماهيرية فاجئت الجميع بحضورها وتصدرت صورها مواقع التواصل الاجتماعي لأنها فاقت جماهير المحترفين، فكانوا الرقم الصعب واللاعب رقم واحد وكان لهم الدور الأكبر في تحفيز اللاعبين وحثهم على تقديم الأفضل وتميزوا بحسن سلوكهم وهتافاتهم الإيجابية ولم يتعرضوا لعقوبات وهذا ما يدلل على مدى وعيهم وحرصهم على فريقهم فكنتم فاكهة الملاعب.
إدارة النادي يا من كنتم على رأس الهرم وحققتم الإنجاز بأقل الإمكانيات دون كلل أو ملل وتجاوزتم كل الصعوبات حتى اللحظات الحاسمة بما فيها مباراة التأهل الأخيرة، وهذا يؤكد نجاحكم الإداري ويعتبر حافز لمواصلة العمل من خلال وضع خطة مدروسة بعد عملية تقييم شاملة لما مررتم به من صعوبات لتفادي أية هفوات قد تؤثر على النتائج. لن أنسى الجهاز الفني والإداري كلٌ باسمه ولقبه فكانت بصمتكم واضحة وقراءتكم بليغة حتى وصلتم بالسفينة إلى شاطئ الإنجاز، لذا فأنتم أهلٌ لتنالوا الثقة بمواصلة المهمة. المنظومة بكاملها أبدعت وأكثرهم إبداعا كان الجنود المجهولون نعم أنهم اللاعبون الذين بعرقهم وجهدهم وإصرارهم وتفانيهم استطعنا أن نصعد درجة وكلنا ثقة بأننا بهم سنصعد مجدداً بما أن ما حققوه هو ما وحد البلدة وأدخل الفرحة لكل بيت. لذلك فهم بأمس الحاجة لملعب يحتضنهم وهذه رسالتي لأم المؤسسات بلدية بيت فجار بضرورة المباشرة لإنشاء ملعب يمكن النادي من مواصلة مشواره ولإيلاء الاهتمام بالفئات العمرية لتخفيض العبىء المالي وضمان الاستمرارية بالجهود الذاتية.
بوركت جهودكم، واصلوا واستمروا وضعوا نُصب أعينكم أن النجاح يُولدُ طاقة لتحقيق انجاز آخر وأذكركم بأن الوصول إلى القمةِ قد يكون سهلاً ولكن الأهم هو المحافظة عليها. قد أدميت قلبي يا ابن العم وأثلجتم صدري يا أبناء بلدتي.
